كاشف الجــــــــــــــللا
منْ ذا الـذي إنْ قطعتهُ وصلا ... وإنْ بَخلـتَ أعطـــاكَ ما سألا
منْ ذا الـذي إنْ نسيتهُ دهــراً ... و عُـدتَ إليهِ راجيــــاً وَصَلا
منْ ذا الذي إنْ قطعتهُ عَمَـلكْ ... وفَّــاكَ أجـــركَ كاملاً مُكتمِلا
منْ ذا الـــذي إنْ زللتَ مــرةً ... تجــاوزَ بسـماحةٍ ذلكَ الـزَللا
منْ ذا الذي إنْ فًجرتَ أمْهَلكَ ... ولــــمْ يكنْ فـي ردعهِ عَجِـلا
ورُغُمَ أنٌهُ لا تُحْصى نُعْمَــائَهُ ... حتى للعاصي قسَّمَ وما بَخِلا
........................
منْ ذا الذي إنْ دجــا الزمـن ... وذهبْتَ إليـهِ ضـارعاً مُبتَـهِلا
كشَفَ عنْكَ الضُّرَ وإنْ عَظُم ... و كـانَ وحـدهُ كاشِفَ الجَـــللا
حتى وإنْ غلـَّـقَتْ تلك الــدُنا ... أبوابَها، و قَصدْتَ بابَهُ قبـِــلا
مَنْ ذا الذي إنْ حارَ الطبيبُ ... وجَــهِلَ مِنْـكَ الطـبُ ما جَهـِلا
و لَجأْتَ إليهِ بروحِكَ خاشعاً ... شفـــاكَ، وإن استحالتْ العِللا
ورُغمَ أنَّهُ لا تُحصى نُعمَـائُه ... حتى للعاصي قسَّـمَ وما بَخِلا
........................
فأفٍ لنفــسٍ تعلَّقــتْ بالـدُّنـــا ... و نسيَتْ أنَّكَ الرجاءُ والأملُ
تزهو إنْ هـذهِ الدُنـا وصلـتْ ... وتنسـى أنَّكَ أنتَ مـنْ يَصِــلُ
وتغدو لضئيلِ الظلِّ مُشـرقـةً ... يا مـنْ بأمـركَ يُـوهَب الظـللُ
وتنطوي إنْ هذهِ الدُّنا قطعتْ ... وتأتيـكَ راجيةً ربِّــي المُقــلُ
تأتيـكَ النفـسُ ربـِّي ساجدةً ... يكسوها اثنانُ الخوفُ والوجلُ
و ما أنْ تفرِّجَ ربِّي كُربَتَـهـا ... تدَّعــي أنَّهــا بالبصيرةِ تصِـلُ
..............................
فراعِ النفسَ وأدبِها عَنِ الهوى ... فهذا إمــامُ كــلَّ مَنْ جَهِلـوا
وكُنْ سديدَ الخطوِ فــي عَملِكْ ... قبــلَ أنْ يأتيــكَ ذلكَ الأجـــلُ
طالباً للجنةِ فهـي خيرُ مطلبٍ ... سالكاً لها طـريقَ منْ وصلوا
آخـذاً مِــنْ خيرِ البريةِ أســوةً ... فلعــلَّك مِمنْ بِقـــربهِ نزلـــوا
فتهنئ بـدارٍ للخلـدِ فــي ُنـزلٍ ... فيها كـلُّ ما تهـوى و تأتمِــلُ
هذا ماوعدَ الرحمنُ في كـتبٍ ... وُأنزلَ فيها الأنبياءُ و الرسلُ
...........................
رضوان مسلماني